أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

أخبار الزمان.. ماذا قال المسعودي عن الجن وأجناسهم وقبائلهم؟

 أخبار الزمان.. ماذا قال المسعودي عن الجن وأجناسهم وقبائلهم؟



اخبار الزمان 

اخبار الزمان


الأحد، 01 يونيو 2025 07:00 ص


المعرفة ليست مضرة، وليس من الضروري أن نصدق كل ما نعرفه، لكنه بصورة ما يفيدنا  ذلك  في فهم طرق التفكير، لذا أحب العودة لقراءة كتب التراث وتأمل ما فيها، خاصة كتب التاريخ، التي تلقى الضوء على الحياة قبل وجود الإنسان، وما يتعلق بالكائنات التي سبقتنا على الأرض، ومن هذا المنطلق نقرأ معا ما كتبه المسعودي في كتابه أخبار الزمان عن "الحن".


يقول المسعودي تحت عنوان "ذكر الجن وأجناسهم وقبائلهم"

سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هل كان في الأرض خلق من خلق الله تعالى قبل آدم يعبدون الله تعالى؟ فقال: نعم خلق الله تعالى الأرض، وخلق فيها أمماً من الجن يسبحونه ويقدسونه لا يفترون، وكانوا يطيرون إلى السماء، ويلقون الملائكة، ويسلمون عليهم ويتعلمون منهم الخير، ويعلمون منهم بخبر ما يجري في السماء، ثم إن طائفة من الجن تمردوا وعتوا عن أمر الله عز وجل، وبغوا في الأرض بغير الحق، وعلا بعضهم على بعض، حتى سفكوا الدماء، وأظهروا الفساد، وجحدوا الربوبية.


وأقام الآخرون المطيعون على دينهم وعبادتهم وباينوا الذين عتوا عن أمر الله، وكان يصعد إلى السموات عنها للطاعة، وخلق الملائكة كما قدمناه ذكره روحانيين ذوي  أجنحة يطيرون بها حيث صيرهم الله تعالى، وأسكنهم ما بين أطباق السموات يسبحونه ويقدسونه لا يفترون، حتى اصطفى الله تعالى منهم الملائكة فكان أقربهم منه إسرافيل، ثم ميكائيل ثم جبرائيل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين.


أما الجن فذكرت الهند والفرس واليونان ولادات الجن وقبائلهم وأسماء ملوكهم، وزعموا أنهم مفترقون على إحدى  وعشرين قبيلة، وبعد خمسة آلاف سنة ملكوا عليهم ملكاً منهم، يقال له الملك شمائيل بن أرس جن، ثم افترقوا، فملكوا عليهم خمسة  ملوك فأقاموا بذلك دهراً طويلاً، ثم أغار بعض الجن على بعض، وكانت بينهم وقائع كثيرة وحروب شديدة، وكان إبليس منهم، وله أسماء كثيرة باختلاف اللغات غير أن اسمه بالعربية الحارث ويكنى أبا مرة.

عظيم الخلق مطيقاً وكان يصعد إلى السماء ويقف في صفوف الملائكة، ويجتهد في العبادة، فلما بغى بعض على بعض، وكانت تلك الحروب بينهم اهبط إلى الأرض في جند من الملائكة فهزمهم وقتلهم، وجعل ملكا على الأرض فتجبر وطغا، وكان امتناعه من السجود لآدم عليه السلام.


كما أنبأنا الله عز وجل في كتابه، فاهبط في أقبح صورة وأشدها تشويها فأنكره جميع قبائل الجن واستوحشوا منه.

فلما رأى ذلك سكن البحر، وجعل له عرشاً على الماء.

ثم جعل له ولادة كما جعلت لآدم عليه السلام.

فألقيت عليه شهوة السفاد وجعل لقاحه كلقاح الطير وبيضه كبيضه.


وذكر بعض العلماء صنوف الجن فزعم أن الشياطين خمس وثلاثون قبيلة وأن الذين يطيرون في الجو خمس عشرة قبيلة  وأن الذين مع لهب النار عشر قبائل وأن مسترقي السمع ثلاثون قبيلة، ولهذا القبائل كلها ملوك من كل قبيلة لدفع شرهم.


وحكي أن صنفاً من السعالي يتصورون  في صور النساء الحسان ويتزوجن برجال الإنس كما حكي عن رجل يقال سعد بن جبير، أنه تزوج امرأة منهن وهو لا يعلم ما هي: فأقامت عنده وولدت عنده أولادا وكانت معه ليلة على سطح يشرف على الجبانة، إذا بصوت في أقصى الجبانة نساء يتألمن فطربت وقالت لبعلها أما ترى نيران السعالي شأنك وببنيك استوص بهم خيراً فطارت فلم تعد إليه ومنهم من تظفر بالرجال الخالي في الصحراء أو الخراب، فتأخذه بيده فترقصه حتى يتحير ويسقط فتمص دمه ومنهم صنف لا تفارق صور الحياة وربما قتلها الرجل فهلك يحكى أن فتى من الأنصار قريب عهد بعرس استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقدمه يوم الخندق وأن يلم بأهله فأذن له فلما انتهى إلى منزله وجد امرأته قائمة بالباب فأدركته غيرة وأهوى إليها برمحه، فقالت له لا تعجل وادخل حتى تنظر ما على فراشك فدخل فرأى على فراشه حية عظيمة، فطعنها برمحه فقتلها، فمات هو من ساعته.


وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: أكثر الحيوان الداجن صفة الجن، وان الكلاب من الجن، فاذا راوكم تأكلون فألقوا إليهم من طعامكم، فان لهم أنفساً - يعني يأخذون بالعين.


صحيفة اليوم الثامن
صحيفة اليوم الثامن
تعليقات